خصائص نحو الجملة عند التحليل الخطاب العربي بما فيه القرآن والحديث
ظاهرة التغير الإعرابي
في سورة الأنبياء فقال تعالى:﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَالِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)﴾ (الأنبياء). وهذه قراءة ابن عامر ببناء الفعل "نجى" للمجهول مع تضعيف الجيم وكسرها وتسكين الياء ثم نصب "المؤمنين". وأما في القراءة أبو حاتم والزجاج وقالا: فيها لحن ظاهر حيث نصب اسم ما لم يسم فاعله، وإنما يقال: نُجِّى المؤمنون وكُرم الصالحون.
المطابقة
قال تعالى:﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمُ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِى أَرْضَعْنَاكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَآئِبُكُمُ اللاَّتِى فِى حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِى دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلآئِلُ أَبْنَآئِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (النساء: ۲۳). فضمير "كُمْ" في الآية عائد إلى محرمات النساء للنكاح.
ظاهرة التعلق أو الربط
قال تعالى: ﴿الرَّحْمَانُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (۲) خَلَقَ الإِنسَانَ (۳) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)﴾ (الرحمن).
فضمير الهاء من كلمة "عَلَّمَهُ" يدل على الإنسان من آية السابقة ويعود على الله تعالى.
ظاهرة الإتباع
عن تميم بن أوس الداري أن النبي صل الله عليه وسلم قال:" الدين الثلاث، الدين الثلاث، الدين الثلاث"، قلنا: "لمن يا رسول الله"، قال:"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلين وعامتهم". رواه مسلم. فلفظ "لله" هو المتبوع في الآية وهو مجرور بحرف الجر.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمٌ (١۷٣)﴾ (البقرة). فلفظ حرم هم المعطوف عليه هو المتبوع في الآية وهو منصوب ب "إن"، فيصيب توابعه على العطف عليه.
ظاهرة الإضافة والحذف
يقول قيس بن الخطيم: نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا # عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّأْيُ مُخْتَلِف
فالحذف بعد الكلمة "عندنا" فمعنى ذلك، نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عند راض.
الرتبة
قال تعالى: "حم ﴿١﴾ تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿۲﴾". (الأحقاف). فإعراب كلمة "حم" هو مبتداء وإعراب الآية بعدها " تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" هو خبر مبتداء.
خصائص نحو النص عند التحليل الخطاب العربي بما فيه القرآن والحديث
الإحالة
قال تعالى: ﴿ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) ﴾ (القدر). فعاد ضمير "الهاء" على القرآن بدون الذكر.
الاستبدال
قال تعالى: ﴿قَالَ أَرَءَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الحُوتَ وَمَآ أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦۳) قَالَ ذَالِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤)﴾ (الكهف). فكلمة ذلك جاءت بدلاً من الآية السابقة عليها مباشرة حيث يستبدل ما قالت الرجل على النبى موسى عليه السلام التى تقصد بالمكان.
الحذف
قال تعالى: ﴿اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾. ومعناه فضرب فانفجرت ومنها حذف الزمان والمكان أو لنقل عدم تحديد الزمان والمكان.
الوصل
في سورة "الكوثر" تكرر فيها ما يقوم مقام اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في آيات السورة الثلاثة: ﴿إِنَّا أَعْطَيْناَكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (۲) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (٣)﴾. وهذا يحقق تماسك آيات السورة كلها. وكذلك يتكرر لفظ "رب" مرة ظاهراً ومرتين مضمراً؛ الأولى في (۲) والثانية في (۱). ومرجعية التكرار الخاص برسول الله خارجية سابقة. فلم يجر له ذكر في السورة، لكن السياق يوضح أنها تعود إليه. وكذلك مرجعية تكرار ما يقوم مقام اسم الله في الآية الأولى، خارجية.
